لقاء حواري في مركز الحضارة: الابعاد المعرفية واللاهوتية للحوار الاسلامي- المسيحي

استضاف مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي في بيروت كلا من مدير مركز الدراسات المسيحية – الاسلامية في جامعة البلمند الدكتور الياس الحلبي ومدير الدراسات في معهد المعارف الحكمية الدكتور احمد ماجد والاستاذ احمد ناجي من معهد اديان للمواطنة، وذلك للحديث حول الابعاد المعرفية واللاهوتية والفكرية للحوار الاسلامي – المسيحي.

 

وحضر اللقاء حشد من الشخصيات الفكرية والسياسية والدينية ومنهم : القاضي الشيخ يحي الرافعي، الامين العام السابق للجماعة الاسلامية في لبنان ابراهيم المصري، عضو المكتب السياسي في حركة امل حسن قبلان ، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد محمد مهدي شريعة مدار، رئيس تحرير مجلة تحولات سركيس ابو زيد ، الباحث السياسي محمد صادق الحسيني ، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في بيروت عمر المصري، ومدير مركز الحضارة الشيخ محمد زراقط.

 

وقد قدّم للقاء واداره قاسم قصير متحدثا عن دور كل من مركز الدراسات المسيحية – الاسلامية في جامعة البلمند ومعهد المعارف الحكمية ومؤسسة اديان في الحوار الاسلامي- المسيحي ، كما وجه التحية لروح الاب الدكتور جورج مسّوح مؤسس مركز الدراسات في البلمند والذي كان له دور تأسيسي في الحوار.

 

وتحدث بداية الدكتور الياس الحلبي فعرض لدور مركز الدراسات المسيحية -الاسلامية في جامعة البلمند والاسس التي يعمل من خلالها والتي تؤكد على التعريف بالاسلام والمسيحية والاستجابة لمقتضيات البحث العلمي والعمل للعيش معا وتعميق الوجود الانساني ، من ثم استعرض اهم انجازات المركز وارز نشاطاته خلال الاربع وعشرين سنة الماضية .

 

واعتبر الحلبي : ان الخلافات الايمانية والعقائدية ينبغي ان لا تمنع من التعاون الانساني والمعيشي والقيمي وضرورة البحث عن المساحات المشتركة بين اتباع الاديان وانه علينا مواجهة ظاهرة تصاعد الاصوليات لدى كل الجهات الاسلامية والمسيحية والاستفادة من وثيقة الاخوة النسانية التي اعلنها مؤخرا بابا الفاتيكان وشيخ الازهر وان هناك دورا كبيرا للمؤسسات الاكاديمية والبحثية لتبادل وجهات النظر والتفكير في كيفية العمل المشترك لتعزيز الحوار الاسلامي – المسيحي.

 

من جهته الدكتور احمد ماجد تحدث عن الاسس الفكرية والنظرية التي ينطلق منها معهد المعارف الحكمية في نشاطاته الحوارية مركزا على الحاجة لفهم الاخر والعودة الى الديانات الحقيقية التي يلتزمها الانسان وان الحوار ليس جانبيا وهو مع الذات قبل ان يكون مع الاخر.

 

واشار ماجد الى اهم الاسس التي ينبغي التركيز عليها ومنها : الاعتراف بانسانية الانسان ، وحدة الاله المطلق ، وحدة الحقيقة الانسانية ، تحويل الاختلاف الى فرصة للتكامل ، رعاية الحضور الالهي، حفظ كل طرف بايمانه اللاهوتي، الاعتراف بخصوصية كل جماعة ، والخروج من التدين التاريخي الى التدين المعاصر.

 

كما تحدث الاستاذ احمد ناجي عن تجربة معهد المواطنة في مؤسسة اديان والاسس التي يرتكز عليها والمشكلات التي تواجه الحوار الاسلامي – المسيحي اليوم والحاجة الى تسييل النصوص والوثائق الحوارية الى لغة الناس .

 

وفي الختام دار حوار مطوّل بين المحاضرين والحضور حول ابرز التحديات التي تواجه الحوار الاسلامي – المسيحي اليوم وخصوصا حول كيفية تعميم هذا الحوار في الاوساط الشعبية والطلابية والشبابية ومواجهة الضغوط السياسية التي تمنع الحوار وظاهرة انتشار التطرف والعنف.

بقلم : الاستاذ قاسم قصير

مقالات ذات صله