سياسة كي الوعي #منبركم


لاحظت العديد من الاشخاص يتناولون موضوع التظاهرات والجدوى منها وعدم فعاليتها ، ما اثار حفيظتي لاكتب بضع كلمات تخنقها العبرات وساضع لها عنوان “سياسة كي الوعي” :

بداية لمعرفة وتحديد مدى جدوى التظاهرات وامكانية تحقيقها المطالب الشعبيه ، يجب دراسة الواقع السياسي بلبنان لانه بلد تختلف تركيبته الديموغرافيه وانعكاسها على مجرى العمل السياسي غير معظم البلدان ان لم نقل جميعها .

لبنان تاريخيا يعيش شعبه حال التبعيه منذ الاستعمار العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي فضلا عن الاقطاع الفردي والتحكم العربي والدولي بفئاته ابان الحرب الاهليه وما افرزته من اقطاع حزبي وصولا الى التحكم السوري بالبلد .

هذه المراحل الزمنيه اورثت شعبنا التبعيه للحاكم وجعلت منه شعبا لا يعي معنى الحرية والنظام الديموقراطي وكان للحرب الاهليه التي ادارتها الاحزاب اللبنانية تحت شعارات الطائفيه وقعها المؤثر على بنية البلد وتركيبته الديموغرافيه وما خلفته من وعي لدى هذه الطوائف ان من يحميها هو هذا الحزب وذاك .

من هنا يمكن ان نتطلع او نستشرق مدى جدوى هذه التحركات الشعبيه التي لم ترق حتى اللحظة الى مستوى تظاهرات وذلك يعود الى مدى قدرة هذه الاحزاب الطائفيه التحكم بافراد بيئتها من خلال الاستشفاء والوظائف وحل مشاكلها .

وبالتالي لا يمكن لاي تحرك شعبي في لبنان ان ينجح الا اذا تم بث ثقافة الحريات فيه واصبح لديه الوعي الكافي بان الشعب هو صاحب السلطة بعيدا عن التعصب الطائفي وان الاحزاب القائمة تحت شعار الطائفيه هي مرتبطة بابعاد اقليمية ودولية وآخر همها الفساد القائم ، لا بل ان الفساد هو هدف لديها لان الفطريات لا تنمو وتتكاثر ويشتد عضدها الا على الاوساخ والخراب وهي حال الميليشيات لا يمكن ان تقوى الا على الفساد وغياب النظام .

وان امراء الحرب الاهليه هم انفسهم اقتسموا غنائم السلطة والمناطق وجعلوه دستورا لبنانيا تحت عنوان اتفاق الطائف باستثناء حزبين هما حزب الله والتيار الوطني الحر .

هذا لا يعني انهما معفيان من تحمل المسؤولية بعد تداولهم العمل السياسي ومشاركتهم في السلطة خلال عدة سنوات .

لذا علينا ان نعمل او نضع خارطة طريق تهدف الى بث ثقافة الحرية بين ابنائنا لنخلق واقعا جديدا في البلد وقد تكون التحركات الشعبيه في الوقت الراهن واحدة من هذه الخطوات حققت او لم تحقق نتيجة ولكنها يوما ما ومن اجل اولادنا واحفادنا يجب التحرك واثبات واقع يجب ان يعيه المسؤولين بان زمن الخذلان انتهى والشعب انتفاضته اصبحت كجمر تحت الرماد ، لان بلدنا انهار اقتصاديا وماليا واضحى مفلسا ومن سيتحمل عواقب ذلك هو نحن الشعب لان جميع المسؤولين في البلد تقريبا لديهم حسابات ماليه واماكن سكن في الخارج والبعض جنسيات ايضا .

من هذا المنطلق وتحت شعار حماية اولادنا وتكفيرا عن ذنوبنا بحقهم علينا ان نخطو سريعا وبدراسة متقنه لتحقيق مطالبنا ولا يمكن ذلك الا من خلال الشارع مهما بلغت الصعوبات وذلك حتى نصل مرحلة كي الوعي لدى السلطة الفاسدة بان الشعب اذا يوما اراد الحياة فلا بد ان يسجيب القدر .

دمت ودام البلد بخير
بقلم : الشيخ موسى

فقرة #منبركم هي فقرة تتيح لكم التعبير عن أوجاعكم و آرائكم و همومكم.
كما نذكركم بأن موقعنا لا يتبنى أي من هذه الآراء بل هو منبر لكم للتعبير و إيصال صوتكم.
ونتمنى منكم الالتزام بعدم التعرض لاي فرد بألفاظ نابية او بشكل شخصي.

مقالات ذات صله